تحت عنوان الهيئة العامة للتقانة الحيوية – مخابر بحثية متطورة حاملة لاقتصاد المعرفة – كتبت جريدة الثورة

تعتبر التقانات الحيوية من أهم العلوم التي تؤمن الأدوات في المجالات المختلفة الطبية والصيدلانية والزراعية وخاصة إذا تم توظيفها بشكل صحيح من خلال التعاون مع المؤسسات البحثية العامة والخاصة، وهي مهمة لمجموعة من العلوم الحيوية حيث إنها تجمع بين العديد من الوسائل العلمية وتطبيقاتها، وحل المشاكل على صعيدي الغذاء والدواء.

فقد أكد الدكتور نزار عيسى مدير عام الهيئة العامة  للتقانات الحيوية في سورية على الدور الكبير الذي تقوم به الهيئة من أجل تطوير البحث العلمي بما يخدم المرحلة القادمة لإعادة الإعمار والبناء من خلال استثماره بما يسمى اقتصاد المعرفة، والتي تعتبر التقانات الحيوية بمختلف أنواعها هي عصب هذا المفهوم.

وتحدث عيسى وهو اختصاص تقانات حيوية وغذائية عن أقسام ومخابر متعددة ضمن الهيئة ولكل منها تخصص بنوع معين من التقانات الحيوية، ففي مخبر التقانات الحيوية المتخصصة بالنباتات الطبية يوجد أبحاث ودراسات تطبيقية بحثية لإنتاج المواد الفعالة طبياً ومحاولة استثمارها في مجال صناعة الأدوية بالتعاون مع جهات عامة وخاصة. وفي مخبر تقانات التخمير يتم الاهتمام بإنتاج منتجات التخمير مثل الكحول وحمض الليمون، والتوجه ضمن التقانة الحيوية بهدف استثمار هذه المنتجات الناتجة عن تقانات التخمير وإدخالها ضمن برنامج ما يسمى ببرنامج إحلال المستوردات التي تتبناه وزارة الاقتصاد للتخفيف من المستوردات التي يمكن أن تدخل إلى البلد بتكلفة عالية جداً على ميزانية الدولة.

ومن المخابر المهمة التي أشار إليها مدير الهيئة مخبر التقانات الطبية الحيوية والبيطرية الذي يعمل على دراسة سمية المواد باستخدام خطوط خلوية وحيوانات التجارب بهدف التأكد من هذه المواد التي تستخدم لاحقاً في مجال الصناعة الطبية أو الغذائية أو التجميلية والتأكد من سلامتها. وكذلك مخبر التقانات الزراعية الذي يهتم بدراسة النباتات ودراسة نسبة الإنبات ونوعية البذور ومقاومة البذور، وهو من أهم المخابر التي يتم العمل من خلاله على التشبيك مع وزارة الزراعة والمؤسسة العامة لإكثار البذار.

كما أكد عيسى على أهمية مخبر الصناعات الغذائية الذي يعمل مع وزارة التموين والشركات المتخصصة بالصناعات الغذائية على مستوى البلد من حيث تقديم المشورة والخبرة وتحاليل المواد الغذائية المستوردة والتي تنتج داخلياً من خلال عمليات توثيق وإعطاء الشهادات التي تضمن جودة هذه المواد وإمكانية استخدامها من قبل المستهلك. وأهمية مخبر التحليل الجزيئية الذي يهتم بدراسة المواد على مستوى الـdne، ودراسة الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وتمييز هذه الأمراض عن طريق المادة الوراثية، والذي يشكل نقلة نوعية بعمل الهيئة.

من جانبه استعرض الدكتور يوسف نور الدين العموري رئيس مخبر التقانات الحيوية للنباتات الطبية في الهيئة دور المخبر في إنتاج المواد الفعالة طبياً من النباتات الطبية الدستورية والتي لا يمكن زراعتها على مساحات كبيرة في سوريا لأسباب عديدة وليس لهذه المواد الفعالة طبيا ذات المصدر النباتي بديلا كيميائيا.

لافتاً إلى أن تقانات زراعة الأنسجة هي نظم بديلة للطرق التقليدية المعروفة سابقا للحصول على المواد البيولوجية الفعالة، وقد أوجدت الحل للكثير من المشاكل على المستوى الزراعي والصناعي والدوائي. وأشار العموري إلى أهم التقنية الحيوية المطبقة في المخبر على النباتات الطبية ومنها الإكثار الدقيق، ومزارع المستنبتات الشعرية، ومزارع المعلقات الخلوية ومزارع الكالوس، ودور كل منها في عملية الإنتاج السريع للنبات، وتوفير الوقت والجهد والحصول على المادة الأولية الخام من النبات على المستوى الصناعي.

وتحدث العموري عن أحد الأبحاث الهامة التي يعملون عليها حالياً في المخبر في إنتاج قلويدات الفينبلاستين والفينكرستين من خلال استخدام تقانة الكالوس والحصول على خطوط خلوية منتجة لهذه القلويدات من نبات الفنكا حيث تم الحصول على بذور هذا النبات محليا ومن مصادر أجنبية بهدف المقارنة والموثوقية العلمية حيث تم زراعتها مخبريا في الزجاج ومن ثم إكثارها بتطبيق تقانة الإكثار الدقيق ومن ثم الحصول على الكالوس لهذا النبات. إذ تعتبر قلويدات الفينبلاستين والفبنكرستين مادة أولية فعالة في كثير من الأدوية التي تدخل في علاج الكثير من أنواع السرطانات وأهمها سرطان لوكيميا الأطفال.

أنشأت الهيئة بموجب مرسوم جمهوري عام 2003، وخطت خطوات هامة جداً في السنوات الأخيرة من حيث التشبيك مع كل القطاعات الموجودة على مستوى البلد سواء كانت عامة أو خاصة، ومن حيث تجهيز مخابرها بتقانات وأجهزة حديثة ودعمها بكوادر بحثية مميزة بما يلبي طموحات وقطاعات بمختلف أشكالها، إضافة إلى أن الرؤية الحالية للهيئة في التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وذلك بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي ووزارة الاقتصاد والعمل على تسليط الضوء على هذا المفهوم.